إن في أدمة جلد البشر خلايا عنكبوتية (على شكل العنكبوت)،تمتد على جوانبها زوائد رقيقة،يصل عدد هذه الخلايا في كل بوصة مربعة إلى 60 ألف خلية،و لا إختلاف في عدد الخلايا بين أبيض و أسود،إن عدد الخلايا في الإنسان الأبيض و الإنسان الملون عدد ثابت،و لكن إختلاف اللون ينجم عن إختلاف في كثافة المادة الملونة التي تسمى الميلانين.
أما الذي يعنينا حقا أن ترسب هذه المادة الملونة في الخلايا العنكبوتية التي تحت أدمة الجلد و التي يزيد عددها في البوصة المربعة الواحدة على 60 ألفاً،أي أن نسبة هذه المادة الملونة تحددها المورثات في نوية الخلية،و لكن ما هي العلاقة،و ما هو تفسير أن الشعوب التي تعيش في خط الإستواء ألوانها داكنة،و أن الشعوب في قطب الكرة الشمالي أو الجنوبي ألوانها فاتحة؟
قيل إن من خصائص المادة الداكنة تمتص الأشعة فوق البنفسجية الضارة،و أشعة الشمس في خط الإستواء عمودية و شديدة و ذات تأثير كبير،لذلك تأتي هذه المادة الكثيفة في الجلد لتمتص الأشعة فوق البنفسجية،و تضعف اثرها السيء على جسم الإنسان،و هذه حكمة زيادة المادة الملونة عند ساكني خط الإستواء مما يجعل جلدهم داكن اللون، في حين عند ساكني المناطق الباردة تقل كميتها في الأرض،فتبدو ألوانهم فاقعة أو فاتحة.