الأسبوع الحادي عشر

الاسبوع الـ 11 من الحمل يثير مشكلة جديدة: ربما يكون من الصعب بالنسبة لك فرك أسنانك بالفرشاة دون أن تشعري بأنك على وشك التقيؤ أو الاختناق. ومع ذلك، يجب عليك الحرص على تنظيف أسنانك لأن سوء نظافة الفم، وخصوصا خلال فترة الحمل، يمكن أن تؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل مثل التهاب اللثة وغيرها من أمراض الأسنان. كما تبين أيضا وجود علاقة بين سوء نظافة الفم خلال فترة الحمل وولادة الأطفال الخدج أو أطفال ذوي أوزان منخفضة. أنت ما زلت تعانين من غثيان الحمل، القيء، الحرقة وأعراض أخرى ترافقك منذ بضعة أسابيع. تماسكي، ففي الأسبوع الـ 13 من الحمل تقريبا سوف تتلاشى هذه الأعراض ببطء وسوف تعودين الى كامل صحتك كما كنت قبل الحمل. يمكن للهرمونات المتزايدة في جسمك أن تؤثر على حالتك النفسية، لذلك أعدي نفسك للأشهر القادمة التي سوف تشهدين فيها تقلبات مزاجية حادة. إذا كنت تشعرين بالاكتئاب أو الحزن الشديد، تشاوري مع طبيبك حول هذا الموضوع، لأن مشكلة الاكتئاب أثناء الحمل هي أمر شائع جدا، ولها علاجات جيدة. كما يجب أن تأخذي بعين الاعتبار، أيضا، أنه ثبت أن التغيرات الصغيرة والبسيطة في النظام الغذائي أو في اللياقة البدنية تساعد في الحد من الاكتئاب. في حين ان بروز بطنك لا يزال غير ملحوظ بعد (إذا كان هذا هو حملك الأول)،  لا تقلقي، فان رحمك ينمو مع الوقت والآن هو يملأ الحوض، حتى لو كنت لا ترين ذلك.

الاسبوع الـ 11 حتى الأسبوع الـ 20 من الحمل هي أسابيع الحمل المصيرية من حيث تطور ونمو الجنين. الآن أصبح طول جنينك حوالي خمسة سنتيمترات وأصبح يزن حوالي 10 غرامات، ولكن في الأسابيع المقبلة سوف ينمو بسرعة كبيرة جدا ويرتفع وزنه تبعا لذلك. وجه الجنين يصبح أكثر إنسانية والذيل غير الجميل الذي كان لديه (والذي هو في الأساس جزء من مراحل تطور العمود الفقري) يختفي. الآن يمكن بالفعل تمييز أصابع اليدين والقدمين. الهيكل العظمي لدى جنينك يتطور ويزداد صلابة. براعم الأسنان تظهر، على الرغم من أن الأسنان لا تتطور إلا عندما يصبح جنينك في سن ما بين 6 – 10 أشهر. دماغ جنينك ينتج كمية ضخمة من الخلايا العصبية تقدر بحوالي 25 ألف خلية عصبية جديدة في كل دقيقة. ومن المفارقات، فقد تشعرين بأنك تفقدين نفس العدد من الخلايا في كل دقيقة. إذا كان لديك طفل ذكر في بطنك، فإنه يبدأ الآن بتطوير هرمون التستوستيرون الذكري. لاستيعاب عملية النمو المتسارع هذه وتوفير ما يكفي من الغذاء للجنين، تتوسع الأوعية الدموية للمشيمة تلقائيا. جلد الجنين لا يزال شفافا، وهو يطور أعضاء الوجه المختلفة. وفي هذه المرحلة يكون حجم رأسه حوالي نصف حجم جسده كله! وبطبيعة الحال، تصبح هذه النسب أكثر توازنا مع مرور الوقت.

إذا كنت لم تخضعي، حتى الآن، في الأسبوع 11 من الحمل، لفحص زغابة المشيمة من أجل الكشف عن أية عيوب وراثية قد تكون لدى الجنين، فيوصى بفعل ذلك الآن. كذلك، إذا كنت لم تجري اختبار شفافية العنق بعد للكشف عن تشوهات الجنين، فان الأسبوع الـ 11 من الحمل هو وقت ممتاز للقيام بذلك. اختبار شفافية العنق هو فحص بالموجات فوق الصوتية الذي يحدد النساء المعرضات بشكل كبير لمخاطر إنجاب أطفال مع عيوب كروموسومية مثل متلازمة داون, عيوب القلب وغيرها. أثناء اختبار الشفافية القفوي يتم قياس حجم الجنين ويتم قياس سُمك المنطقة الفقوية الشفافة للموجات الصوتية لدى الجنين والموجود فيها سائل الرقبة اللمفاوي. باستخدام هذه المعطيات، بما في ذلك سن المرأة، يتم حساب احتمالات كون الجنين حاملا للعيوب الكروموسومية التي ترتبط بالجهاز العصبي. بالإضافة إلى الفحوصات، يجب الاستمرار بممارسة الرياضة والحفاظ على لياقة تناسب الحمل، لأنك سوف تشكرين نفسك بعد الولادة، عندما تعودين الى وزنك الأصلي بسهولة نسبيا.